المسألة السادسة [توقيت استحقاق الثواب]
  المنقطع، ولا إحباط ولا تكفير. قال #: فصار المنكرون للإحباط والتكفير ثلاث فرق: فرقة قطعت بحصول إثابة الفاسق ودوامها وحصول عقابه في الآخرة وانقطاعه، وهذا قول الخالدي منا، والرازي من المجبرة وغيرهما. وفرقة قطعت بحصول الثواب الأخروي ودوامه وأنه لا عقاب عليه رأساً، وهذا قول مقاتل بن سليمان وأصحابه، وفرقة قطعت بحصول ثوابه في الآخرة ودوامه ووصول العقاب إليه في الدنيا فقط، وهذا قول جماعة من أهل الحديث، وأما قول عباد فالأقرب أنه يعود إلى مثل قولنا، وإن خالف في العبارة. قال #: فهؤلاء جميعاً يحيلون الإحباط والتكفير.
المسألة السادسة [توقيت استحقاق الثواب]
  اللام في قوله تعالى: {أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي ...}[البقرة: ٢٥] للاستحقاق، وقد اختلف الناس في أي وقت يحصل للمكلف استحقاق الثواب، وكذلك اختلفوا في وقت استحقاق العاصي العقاب، فقال الموفق بالله، والإمام المهدي، والقرشي، والبصرية: يستحقان عقيب فعل الطاعة والمعصية من غير مهلة، قال القرشي: ومعناه أن للمكلف الحكيم أن يوصل إليه من حينئذٍ، إلا لمانع يقتضي تأخره إلى الآخرة.
  قال (الإمام عز الدين): هذا من فروع القول باستحقاق الثواب والعقاب من حال الطاعة والمعصية؛ وله فرع آخر هو محط الفائدة، فإن إيصال الثواب والعقاب في الدنيا لا يتهيأ منه إلا اليسير، وذلك الفرع