المسألة الأولى [الحياء في حقه تعالى]
  والعهد: الموثق، وعهد الله بكذا أوصاه به ووثقه عليه. وقال أبو حيان: والعهد في لسان العرب على ستة محامل: الوصية، والضمان، والأمر، والالتقاء، والرؤية، والمنزل.
  والميثاق: العهد الموثق باليمين.
  والخسران: النقص والهلاك.
  وفي هذه الجملة مسائل:
المسألة الأولى [الحياء في حقه تعالى]
  لقائل أن يقول: نفي الاستحياء في هذه الآية عن الله تعالى يدل على أنه ø يوصف بالحياء؛ لأن تخصيص السلب لبعض الصور يقتضي كون الإيجاب من شأنه في الجملة، وقد جاء في السنة وصفه بذلك على جهة الإيجاب، كما في قوله - ÷: «إن الله يستحي من ذي الشيبة المسلم» وقوله - ÷: «إن الله حي كريم ...» الخبر، وقد عرِفت مما مرّ في حقيقة الحياء لغة أنه لا يصح وصف الباري تعالى، فَعَلاَمَ يحمل ما ورد؟
  والجواب: أن العلماء في هذا وأمثاله على قولين:
  أحدهما: أن تُمر على ما جاءت، ونؤمن بها، ولا نتأولها، ونكل علمها إلى الله تعالى؛ لأن صفاته تعالى لا يطلع على ماهيتها الخلق. وهذا قول أهل الحديث فيما رواه الصابوني عنهم، واختاره الشوكاني ورواه عن السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومعناه أنا نتلو