مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]

صفحة 2421 - الجزء 4

  ووعيد، وأنه لا تسبق إرادته مراده، وأن إرادته خلقه، وأن خلق الشيء هو الشيء، وأن إرادته فعل خلقه إرادة نهي وأمر، وبه قالت المطرفية، وهو قول أبي القاسم وغيره كما في (الأساس).

  والذي في (القلائد) وشرحها و (المنهاج) عن أبي القاسم أن معنى إرادته تعالى لأفعاله أنه أوجدها وهو عالم بها، غير ساهٍ ولا مغلوب، ومعنى إرادته لأفعال غيره أنه أمر بها، وهذا محكي عن أبي الهذيل، والنظام، والجاحظ.

  وعن أبي الهذيل أن معنى كونه مريداً أنه فعل الإرادة، قال الإمام المهدي: فأثبتها معنى محدثاً لا توجب صفة⁣(⁣١).

  وقال أبو الحسين، والإمام يحيى، وابن الملاحمي: المرجع بها إلى الداعي كما مرَّ، وقد مرَّ أن الإمام يحيى رواه عن أبي الهذيل، والجاحظ، وأبي القاسم، والخوارزمي وهو مروي عنهم في (شرح المواقف)، وزاد⁣(⁣٢) النظام، وقد مر أن في الرواية عن أبي القاسم نظراً، إلا أن يكون البلْخي غير الكعبي كما يفهم من (المواقف) وشرحها فإنه روى عن أبي القاسم البلخي كقول أبي الحسين، وعن الكعبي أن إرادته تعالى لفعله العلم بما فيه من المصلحة ولفعل غيره أمره، لكن المشهور أن البلْخي والكعبي واحد⁣(⁣٣).


(١) أي لا توجب كونه مريداً. تمت مؤلف.

(٢) أي زاد في شرح المواقف. تمت مؤلف.

(٣) فالكعبي نسبة إلى القبيلة، والبلْخي نسبة إلى البلد. والله أعلم.