مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2471 - الجزء 4

  بين أن تكون ذاتية أو معنوية، دليله كونه جاهلاً، فإنها من صفات النقص، سواء كانت مستحقة للذات أم علة⁣(⁣١).

  فإن قيل: إن الله تعالى إنما يريد القبائح أن تكون فاسدة ملا على الحد الذي نريدها⁣(⁣٢) نحن.

  قيل: هذا خلاف ظاهر عباراتكم؛ ثم إنه إذا كان مريداً لذاته أو لمعنى قديم، فلا مانع من أنه يريدها عليه نحن⁣(⁣٣)؛ لأن ذاته أو المعنى القديم مع المرادات على سواء، والمرادات غير مقصورة على بعض المريدين دون بعض.

  قال السيد مانكديم: على أن الإرادة لا تتعلق بقبح القبيح وفساد الفاسد؛ ولهذا لا يختلف الحال في قبحه وفساده بالإرادة وعدمها. ومراده | أن القبح أمر ذاتي للفعل، ولا أثر للإرادة في كونه قبيحاً، وإنما أثرها في إحداث الفعل المتصف به بأن يريد حدوثه.

  الحجة الثالثة: أنه لو أرادها لكان مختاراً لها؛ لأن الاختيار هو الإرادة، لا يقال: الاختيار لا يكون إلا في أفعاله؛ لأنا نقول: الكل عندكم فعله.

  الحجة الرابعة: أنه لو أرادها لكان محباً لها وراضياً⁣(⁣٤) بوقوعها؛ لأن معنى هذه الألفاظ واحد، كما في: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧].


(١) أي معني. تمت مؤلف.

(٢) وهو وقوعها وحدوثها. تمت مؤلف.

(٣) لعل العبارة (فلا مانع من أن يريدها على الحد الذي نريدها عليه نحن). والله أعلم.

(٤) يعني وهم لا يقولون بذلك لقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥} ونحوه. تمت مؤلف.