مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]

صفحة 2473 - الجزء 4

  الحجة التاسعة: ما دلت عليه السنة الشريفة، والآثار الصحيحة عن السلف والصحابة فمن بعدهم، من كراهة الله تعالى للمعاصي، وعدم محبته لها ولمرتكبها، وسيأتي في أثناء الكتاب كثير من ذلك إن شاء الله.

[شبهات المجبرة حول نسبة المعاصي]

  والعجب من هؤلاء المجبرة، كيف يتجاسرون على أن ينسبوا إلى الله ø ما لو نسب إلى أحدهم أو إلى أحد من قراباتهم ورؤسائهم لتبرموا وتجرموا، وبرأوا أنفسهم منه بغاية ما يمكنهم من البراءة؟! وقد تعلقوا على مذهبهم الفاسد بشبه عقلية وسمعية، ونحن نذكرها ثم نجيب عنها بعون الله تعالى وحسن لطفه وتوفيقه، فنقول:

الشبهة الأولى [في القبح]

  أن القبيح لا يتصور في حق الله تعالى؛ لأنه إنما يقبح لكون فاعله منهياً عنه أو مملوكاً، والباري تعالى لا يصح عليه شيء من ذلك. والجواب أنا لا نسلم أن وجه القبح ما ذكرتم، وقد استوفينا الكلام على ذلك في السابعة من مسائل الحمد لله.

الشبهة الثانية [الإرادة]

  أنه لو وقع في ملكه ما لا يريد أو لم يقع ما أراده لدل على عجزه، كما في الشاهد، فإن الملك إذا وقع من رعيته ما يكرهه، أو لم يقع ما يريده فإنه يدل على عجزه.