مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2523 - الجزء 4

  وفي كلامه # بيان الأحكام الدنيوية. وهي إطلاق هذه الأسماء عليه. وما ذكرناه من ثبوت المنزلة بين المنزليتن هو قول أئمتنا، وجمهور المعتزلة، فلا يسمى مرتكب الكبيرة عندهم مؤمناً ولا كافراً، ولا يجوز وصفه بأحد هذين الوصفين.

  قالت المرجئة: بل يسمى مؤمناً، والمراد بالمرجئة بعض العدلية وكل المجبرة، ووافقهم بعض الخوارج في تارك الواجب الشرعي، وهم النجدات؛ لأنه لا يسمى كافراً إلا من فعل فعلاً محرما عقلياً، كما مرَّ في السادسة من مسائل أولِ هذه السورة، وتقدم هنالك أيضاً أن أمنهم من لا يجعل كل معصية كفراً.

  وقالت الخوارج: بل يسمى كافراً إلا أن منهم من أطلق هذا في كل معصية، ومنهم من قيده ببعض المعاصي، كما أشرنا إليه قريبا، وحققنا في أوائل هذه السورة.

  وحكى الموفق بالله عن الأباضية أنه مشرك.

  وقال الحسن البصري: بل يسمى منافقاً.

  قلت: وقريب منه قول الناصر، كما مرَّ في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}⁣[البقرة: ٨].

  احتج الأولون على أنه لا يسمى مؤمناً بما مرَّ في السادسة من قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}⁣[البقرة: ٣] من الأدلة عقلاً وشرعاً، القاضية بأن وما الإيمان اسم مدح على الإطلاق، والفسق اسم ذم على الإطلاق،