تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث
  وأيضًا، حقيقة كل واحد منهما لغة مباينة لحقيقة الآخر، ويلزم أن لا يقتصر في هذا الاسم على الفاسق، بل يطلق على كل من غطى شيئاً، ولو نبياً أو ولياً.
  وأما الثاني فبطلانه من وجوه:
  أحدها: أن الحقيقة الاصطلاحية لم تتناول مرتكب الكبيرة كما مرَّ تحقيقها في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
  الثاني: أن الكافر في الشرع اسم لمن يستحق أعظم العقاب ويختص بأحكام مخصوصة نحو المنع من المناكحة، والموارثة، والدفن في مقابر المسلمين؛ ومعلوم أن صاحب الكبيرة لا يستحق أعظم العقاب، ولا تجري عليه هذه الأحكام.
  قال الهادي #: وقد قامت السنة عندنا بمناكحة أهل الكبائر من أهل الصلاة، نسائهم ورجالهم، وموارثتهم، وأكل ذبائحهم، وأنهلا يتوارث أهل ملتين شيئاً، وأطال # الكلام في ذلك، وقال في من جعل حكم الفساق حكم إحدى ملل الكفر: إنه قد خالف حكم رسول الله ÷ فإنه لم يكن يحكم في أهل الحدود ونحوهم بأنهم مشركون أو منافقون، ولا يحرم مناكحتهم، ولا موارثتهم، ولا ذبائحهم، ولا يفرق بينهم وبين نسائهم، ولا تؤخذ منهم الجزية، بل كانوا يسمون بالأسماء القبيحة، من الفسق والظلم والفجوره هذا حاصل كلامه #.
  إذا عرفت هذا فالقائل بأنه يسمى كافراً شرعاً لا يخلو إما أن يقول