مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2535 - الجزء 4

  ولم يحكم في فعله بحكم رب العالمين فهو في حكم الله عنده من الكافرين، لا يسميه ذو عقل وبيان فيما أبانه من المعاندة بحكم الله من العصيان إلا بما سماه الله سبحانه من الكفران. ذكره في جواب الرازي.

  وقد استدل الناصر في (البساط) بآيات كثيرة على ما ذهب إليه، وسيأتي بيان دلالتها في مواضعها إن شاء الله.

  الحجة الرابعة: أن السنة الصحيحة والآثار عن أمير المؤمنين # وغيره من السلف قد دلت على كفر مرتكب الكبيرة، ولنذكر منها فيهذا الموضع ما ذكره الناصر # في (البساط)، ولم نذكر من خرج هذه الأحاديث من أئمتنا والمحدثين في هذا الموضع؛ لأنه سيجيء لبعضها مواضع تستدعي ذكرها هي أخص بها، فأرجينا استيفاء الطرق إلى هنالك؛ هرباً من التطويل، قال #: وهذا شيء مما رويناه من الحديث في تصحيح ما ذكرناه مما هو متبع للقرآن وموافق له: حدثنا بشر، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مبارك، عن الحسن، قال: قال رجل: يا رسول الله ÷ الحج كل عام؟ قال: «لو قلت: نعم لوجبّ، ولو وجبّ ما قمتم بها، ولو تركتموها كفرتم».

  قال: وحدثنا بشر، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا علي بن بذيمة، قال: سمعت أبا عبيدة يقول: قال رسول الله ÷: «لما وقع النقص في بني إسرائيل جعل أحدهم يرى أخاه علي الذنب فينهاه عنه ولا يمنعه ذلك أن يكون أكيله