مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2540 - الجزء 4

  قال: وحدثنا أبو جنان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: من كان له مال تجب فيه الزكاة فلم يزكه، أو مال يبلغه حج بيت الله فلم يحج سأل عند الموت الرجعة، قال: فقال رجل: اتق الله يا بن عباس إنما سألت الكفار الرجعة، فقال ابن عباس: أنا أقرأ بها عليك القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} إلى قوله: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠}⁣[المنافقون] قال: فقال رجل: يا بن عباس، وما يوجب الزكاة؟ قال: مائتان فصاعداً، قال: فما يوجب الحج؟ قال: الزاد والبعير.

  وروي لنا عن عبيد الله بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ÷: «ما بعث الله نبياً إلا وله حواري فيمكث النبي بين ظهرانيهم ما شاء الله يعمل بينهم بكتاب الله حتى إذا قبض الله نبيه مكث الحواريون يعملون بكتاب الله وبأمره وسنة نبيهم، فإذا انقرضوا كان من بعدهم أمراء يركبون رؤوس المنابر، يقولون ما لا يعرفون، ويعملون ما ينكرون، فإذا رأيتم ذلك فحق علي كل مسلم أن يجاهدهم، فإن لم يستطع فبقلبه ليس وراء ذلك إسلام».

  قال: وأخبرني محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثني بكر بن عيسى الأحول أبو زيد، قال: حدثني عبد الله بن الحسن، قال: حدثني ثابت أبو المقداد، قال: أدركت أصحاب علي # متوافرين، قال: فسمى منهم رجالاً كثيراً، قال: قلت لهم: أي شيء كنتم تسمون من خالفكم؟ قال: كنا نسميهم بالفسق، والضلال والنفاق، وبالكفر غير كفر الشرك.