تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}
  عن بعض أئمة أهل البيت $ أن الروح جسم، أو يقال: إن الله يحيي بعض العاصين ويرد إليه روحه ويعذبه، ولا يلزم أن يكون ذلك في كل عاصںٍ.
  أقول: الذي قضى به الشرع الشريف من السنة النبوية وكلام الوصي # أنه يعاد الروح في الجسد بعد انصراف المشيع ورجوع المودع، وهذه الحالة تكون عقيب الدفن؛ وسنذكر بعض ما ورد في ذلك قريباً، وأما فيما بعد ذلك فظاهر الأخبار التي فيها أنه يفتح له باب من الجنة أو باب من النار، وأن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار - أنه يكون منعماً أو معذباً. وإن كان في رأي العين شبيها بالجماد، ويكون في تلك الحال حيًا مدركاً لما هو فيه، ولا تكون مشاهدتنا له على الحالة التي هو فيها مانعة من تنعمه أو عذابه كالنائم الذي يكون في حال نومه متألماً أو مسروراً لرؤيا رآها، ونحن نشاهده على حاله في النوم ولا نعلم بما هو فيه. والله أعلم.
  فإن قيل: إن من حق المثاب والمعذب أن يكون عاقلاً؛ ليعلم أن ما فعل به عدل لا جور، وإلا جاز أن يعتقد العذاب ظلماً، والبعث على اعتقاد الجهل قبيح.
  قيل: لم نقل: إنه غير عاقل حال التعذيب، وإنما قلنا: إنه كالنائم في كوننا لا ندرك ما به من الألم واللذة، وأما هو فيدرك ذلك ويعقله، ويعلم أنه جزاء على عمله، على أن قولكم: إنه يكون محمولاً على اعتقاد الجهل لو كان غير عاقل وذلك قبيح غير مسلم؛ إذ لو كان