تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}
  قبيحاً للزم قبح إزالة العقل في الدنيا؛ لأن المجانين والصبيان يعتقدون بسبب إزالته جهلاً كثيراً، والمعلوم أن إزالته لا تقبح في الدنيا. فكذلك في الآخرة، والجامع كونهم غير مكلفين. ذكر معنى هذا الإمام المهدي، وحاصله: أن ما صدر عن غير المكلف فلا نسلم قبحه لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأن حقيقة القبح غير حاصلة فيه.
  قلت: والذي يقطع النزاع، ويحل الإشكال هو ما قدمنا من أنا إنما شبهناه بالنائم في عدم إدراكنا لما به من الألم، والموجب لذلك أنه قد ثبت أنه منعم أو معذب في قبره، ونحن لا نشاهده إلا ميتاً كالجماد، فوجب أن نقول بتعذيبه على الوجه المذكور. والله أعلم.
  وهذا ما وعدنا به في الأحاديث والآثار:
  قال المرشد بالله في أماليه: أخبرنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا عمرو والسدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن سليم، عن أبيه، قال عبد الله: إذا حدثتكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك: إن العبد المسلم إذا مات أجلس في قبره فيقال له: من ربك؟ ما دينك؟ ما نبيك؟ فيثبته الله فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد ÷ فيوسع له في قبره ويفرج له فيه، ثم قرأ عبد الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ ...} الآية [إبراهيم: ٢٧].
  أما الطبراني فهو: سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشامي الطبراني، أبو القاسم، حدث عن ألف شيخ، وثقه الشيرازي وأثنى عليه غيره، وكان من أئمة الحديث، وقال في (الجامع الوجيز): كان