مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}

صفحة 2627 - الجزء 4

  وقال اليافعي: بلغنا أنه يرتفع ليلة الجمعة تشريفاً لها، قال: ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة هذه الأمة.

  وقال النسفي: بل والكافر ينقطع عنه يوم الجمعة وليلتها، وشهر رمضان، ثم لا يعود إلى يوم القيامة، وإن مات ليلة الجمعة أو يومها عذب ساعة واحدة، وضغطه القبر كذلك، ثم لا يعود إلى يوم القيامة، وهذا يحتاج إلى دليل.

  وقال القاضي أبو يعلى: لابد من انقطاع عذاب القبر؛ لأنه من عذاب الدنيا، والدنيا وما فيها منقطع، فلا بد من أن يلحقهم الفناء والبلاء، ولا يعرف مقدار مدة ذلك. وعن طاووس: الموتى يفتنون في قبورهم سبعاً، فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.

  وعن عبيد بن عمير: المؤمن سبعاً، والمنافق أربعين صباحاً.

  قلت: الظاهر أنه لا قطع بدوامه ولا انقطاعه، لكن قد جاء في بعض الأخبار أن من العصاة من لا ينزل به عذاب رأساً كالمبطون، ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها، ونحو ذلك، وأن منهم من يدوم عذابه كما سيأتي من حديث أبي هريرة، وجاء: (إن المؤمن إذا أقعد وسئل يعاد جسده إلى ما بدئ منه من التراب، ويجعل روحه في النسيم الطيب وهي طير خضر تعلق في شجر الجنة) أخرجه البيهقي، والحاكم، وغيرهما من حديث أبي هريرة، وروي أنه يقال للمؤمن: (ثم كنومة