مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}

صفحة 2628 - الجزء 4

  العروس)، وجاء: (يعرض على الميت مقعده بالغداة والعشي) أخرجه الشيخان، والنسائي من حديث ابن عمر، قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيي قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله ÷ قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة» ورواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك، بالسند المذكور.

  ورواه مسلم من طريق أخرى، قال: حدثنا عبد بن حميد، أخبرناعبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال النبي - ÷: «إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فالجنة، وإن كان من أهل النار فالنار، ثم يقال: هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة». وهذا يدلُّ على أنه لا يدوم عذابه ولا نعيمه، وظاهره أنه لا يكون فيما بين الوقتين نعيم ولا عذاب، وإنما يحصلان له في هذين الوقتين بالعرض؛ لأنه يحصل به تنعيم للمؤمن، وتعذيب للعاصي. نصَّ عليه النووي وغيره.

  إذا عرفت هذا فنقول: هذه لا تعارض بينها عند الإنصاف؛ لأن الواجب فيها ما يجب في غيرها من الأدلة الشرعية من الجمع بالتعميم والتخصيص، والإطلاق والتقييد، ونحو ذلك، فيقال:

  أما ما روي من نجاة المبطون ونحوه من عذاب القبر فهو مخصص بعموم ما ورد في عذاب القبر.