مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [أن الله تعالى لا يفعل إلا لغرض، وحكمة]

صفحة 2708 - الجزء 5

  كما قال تعالى: {لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا}⁣[النحل ٧٣] فرزقاً مصدر، ولهذا نصب شيئاً.

  قال #: فهو بالمعنى الأول لا يضاف إلى العبد؛ إذ لا يقدر عليه إلا اللَّه، يقال: اللَّه الرازق، أي محدث الأرزاق، ولا يقدر على إحداثها سواه، وبالثاني يصح؛ لأن العباد يقدرون على الإعطاء، ومن ثم قال تعالى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}⁣[النساء: ٨] أي اعطوهم وهم الفاعلون للإعطاء، وظاهر كلامه # أنه يطلق بهذا المعنى على العبد حقيقة، والمفهوم من كلام الراغب أن الرازق اسم مشترك بين خالق الرزق، ومعطيه، والمسبب له، قال: وهو اللَّه تعالى، ويقال ذلك للإنسان الذي يصير سبباً في وصول الرزق، قال: والرزاق يعني بصيغة المبالغة لا يقال إلا للَّه تعالى.

  وفي المختار: الرزق ما ينتفع به، والجمع: الأرزاق، والرزق أيضاً: العطاء، مصدر قولك رزقه يرزقه⁣(⁣١) رزقا.

المسألة الخامسة [أن الله تعالى لا يفعل إلا لغرض، وحكمة]

  في الآية دليل على أن الله تعالى لا يفعل إلا لغرض وحكمة؛ لأن اللام فيها للتعليل، وقد تقدم الكلام في المسألة السابعة من مسائل الحمد الله⁣(⁣٢).

  وعزا الرازي في هذا الموضع نفي الغرض إلى أصحابه، واحتج لهم بنحو ما مر، وزاد وجهاً رابعاً، وهو أنه لو كان فعله لغرض لكان


(١) بضم الزاي. تمت مؤلف.

(٢) في الموضع الثالث منها. تمت مؤلف.