المسألة الثامنة [تحريم أكل الطين]
  ثالثها: أن يكون حق الله ديانة كالجهاد، والأمر بالمعروف، والفتوى والحكم، والهجرة، ونحوها، وفي هذا اختلاف، وهو المعبر عنه بتعارض المصلحة العامة والمصلحة الخاصة.
  الضرب الثالث: أن يكون حق الله بدنياً كالحج والصلاة، وحق العباد مالياً، فيقدم(١) حق الآدمي مع المطالبة، فإن كان حق اللّه عقوبة فهو أولى، أو ديانة فعلى الخلاف.
  الضرب الرابع: أن يكون حق الله مالياً وحق العباد بدنياً، وذلك كالزوجة تخرج من بيت زوجها لتسلم الزكاة، ولا يمكن التسليم إلا بخروجها وهذا الضرب على الخلاف في الضرب الأول، ويتعلق بهذه الأضرب فروع وتفاصيل في مواضع مما يتعلق بها ويرد إليها، سنذكرها في مواضعها إن شاء اللّه تعالى مع إقامة الأدلة على ذلك كله، وإنما جعلنا ذكرها في هذا الموضع كالمقدمة والتمهيد لما يترتب عليها من المسائل والخلاف.
المسألة الثامنة [تحريم أكل الطين]
  قيل: في الآية دليل على تحريم أكل الطين؛ لأنه امتن بأنه خلق لنا ما في الأرض، دون نفس الأرض، فإنما امتن علينا بأنه خلقها لنا فراشاً.
  وقيل: لا حجة فيها؛ لأن من جملة الأرض ما يطلق عليه أنه فيها وهو مخلوق لنا كالمعادن،
(١) فيقدم قضاء الدين على الحج. تمت مؤلف.