المسألة الحادية عشرة [دلالة الآية على مسألة أن الله عالم]
  أن لا يصح الفعل المحكم باليد الحال العالم؛ لأن العالم هو الجملة دون اليد. ورد بأن الفعل المحكم وقع من الجملة باليد؛ لأنها آلة، فالفعل واقع من الجملة لحال الجملة.
خاتمة فيما يجب معرفته في هذه المسألة
  وجملة القول في ذلك أنه يجب على المكلف أن يعلم أنه تعالى عالم فيما لم يزل وفيما لا يزال، ولا يجوز خروجه عن هذه الصفة في حال من الأحوال، ودليل كونه عالماً فيما لم يزل أنه لو لم يكن عالماً فيما لم يزل ثم صار عالماً للزم أن يكون عالماً بعلم متجدد محدث، وهو باطل، ودليل كونه عالماً فيما لا يزال أنه يستحق هذه الصفة لذاته، والموصوف بصفة ذاتية لا يجوز خروجه عنها بحال من الأحوال.
  نعم، وقد دلت الآية على أنه تعالى عالم بجميع المعلومات، وهذا مما يجب على المكلف معرفته في المسألة، وقد خالف طوائف من الناس في تعلق علمه تعالى بكل معلوم، وسيأتي ذكرهم، وإبطال مقالتهم إن شاء الله في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ٥ ...} الآية [آل عمران: ٥](١).
فائدة فيما يطلق عليه سبحانه وتعالى من الأسماء بمعنى كونه عالماً وما لا يجوز
  فمما يجوز إجراؤه عليه: العالم، والعليم، والعلام.
  قال القرشي: وفي الأخيرين مبالغة تفيد استحالة الجهل عليه،
(١) في آل عمران. تمت مؤلف.