مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 29}

صفحة 2757 - الجزء 5

  وقال الراغب: الدراية المعرفة المدركة بضرب من الختل⁣(⁣١)، قال: والدراية لا تستعمل في اللّه تعالى، وقول الشاعر:

  لاهم لا أدري وأنت الداري

  فمن تعجرف أجلاف العرب.

  ومنها: البصير، يقال: فلان بصير بكذا أي عالم به، ولا بد من زيادة علم يقتضي وصفه بذلك، ولذلك لا يقال: فلان بصير بالكلام إلا بعد معرفته حق معرفته، ولما كان الباري تعالى عالماً بكل شيء جاز وصفه بذلك.

  قال القرشي: وإن كان قد يستعمل بمعنى كونه حياً لا آفة به، ويستعمل مبالغة في المبصر.

  ومنها: الحكيم، أي العالم، قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ}⁣[ص: ٢٠] أي العلم، ويستعمل بمعنى المحكَم، أي فاعل الحكمة، فيكون من صفات الأفعال، ويستعمل بمعنى المحكمَ بالفتح نحو: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢}⁣[يس].

  ومنها: الواجد بالجيم، حكاه القرشي عن بعض العدلية، وهو أحد الأسماء الحسنى المشتمل عليها حديث أبي هريرة، ومنه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}⁣[الضحى].

  قيل: يقر حيث ورد، لإيهامه الخطأ من حيث لا يطلق الوجدان إلا بعد طلب وقال بعض شراح الحديث: معنى الواجد في


(١) بالخاء المعجمة والتاء الفوقية وهو الغدر والحيل وهي تقديم المقدمات واستعمال الروية. تمت مؤلف.