تفسير قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 29}
  حق اللّه تعالى أنه الذي يجد كل ما يريد ولا يفوته شيء، وقيل: هو الغني، وقيل: هو بمعنى الموجد أي الذي عنده علم كل شيء.
  ومنها: الرائي. لا بمعنى المشاهدة؛ لأن الرؤية كما تستعمل حقيقة في المشاهدة تستعمل حقيقة في مطلق العلم، وعليه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ}[يس: ٧٧] أي ألم يعلم، ذكر هذا القرشي.
  وقال الموفق باللّه: الرائي في أصل اللغة يستعمل في العالم. واللّه تعالى عالم، فيجوز وصفه به، لكن لا يجوز إطلاق القول بأنه لم يزل؛ لأنه يوهم أنه مدرك فيما لم يزل فيجب أن يقيد بما يزيل الإيهام؛ لأنه لا يجوز أن يكون مدركا فيما لم يزل. ذكره في (الإحاطة).
  ومنها: الخبير أي العالم بكنه الشيء كالعليم، وقيل: هو العالم ببواطن الأشياء، من الخبرة وهي العلم بالخفايا الباطنة، وقيل: هو المتمكن من الإخبار عما علمه وقيل: معناه المخبر كالسميع بمعنى المسمع في نحو قوله:
  أمن ريحانة الداعي السميع
  ومنها: الرقيب؛ نحو: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}[المائدة: ١١٧].
  قال القرشي: وقد تعورف به في العالم بتفاصيل الأحوال، وإن كان أصله من الارتقاب لحال غيره، ومثله الحفيظ وإن كان يستعمل بمعنى الحافظ فيكون من صفات الأفعال.
  وقال العزيزي: الرقيب: هو الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها، فلا يعزب عنه مثقال ذرة وقال في الحفيظ: معناه الحفيظ الجميع