تفسير قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 29}
  ومنها: الحافظ، بمعنى العالم، لإيهامه حفظ الدرس، بخلاف الحفيظ كما مر.
  ومنها: العاقل لأن العقل إنما سمي عقلاً لمنعه صاحبه عما تنزع إليه نفسه، مأخوذ من عقال الناقة والمنع مستحيل على اللّه تعالى.
  ومنها: المعتقد لأنه مأخوذ من عقد الخيط، كأن المعتقد يعقد قلبه على شيء.
  ومنها: المحيط، وقد مر الكلام عليه(١).
  ومنها: ساكن النفس، لإيهامه السكون المعاقب للحركة؛ ولأنه مجاز.
  ومنها: المتعجب؛ لأنه يفيد حصول العلم للإنسان بما لم يكن عالماً به مما لم تجرِ به العادة وفيه غرابة.
  ومنها: المحصي. ذكره الموفق باللّه قال: لأنه يفيد أن علمه بالشيء من طريق العدد، وذلك محال عليه تعالى.
  قلت: وفيه نظر، فقد ورد به السمع كما في حديث أبي هريرة، وقال تعالى: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ٢٨}[الجن] وما استند إليه من أنه يوهم أن علمه بالشيء من طريق العدد ممنوع، لقيام الدليل العقلي القاطع على دفع هذا الإيهام، ولو منعنا كل ما فيه إيهام للزم منع نحو: قادر وعالم؛ إذ لا تخلو عن إيهام، وقد نبهنا على هذا فيما مر.
(١) في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ١٩}. تمت مؤلف.