مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [التشاور مع ذوي العلم والمعرفة]

صفحة 2773 - الجزء 5

  والبهائم لكونها ميتة فقط أخسها، فإذا اقتضت الحكمة الإلهية إيجاد الأخس السافل كان اقتضاؤها لإيجاد الأشرف العالي بالأولى.

  والجواب: أنا لا نسلم أن الحكمة إذا اقتضت إيجاد السافل كان اقتضاؤها لإيجاد العالي بالأولى، الجواز أن لا يكون في إيجاد العالي مصلحة.

  احتجوا ثانياً بأن المعلوم أن عالم السماوات أشرف من العالم السفلي، وأن الحياة والعقل والنطق أشرف من أضدادها، ومن البعيد حصول هذه الخصال في العالم السفلي ولا يحصل في العالم العلوي.

  والجواب: أنه لا بعد في ذلك لما⁣(⁣١)، ثم إن هذه الحجة لا تدل إلا على استبعاد عدم الوجود، ومجرد الاستبعاد لا يدل على الثبوت.

المسألة الثالثة [التشاور مع ذوي العلم والمعرفة]

  قيل: في الآية دليل على أنه ينبغي مشاورة ذوي الأقدار والأحلام، وأرباب المعرفة، وإن كان من يشاورهم أوفر منهم عقلاً وأكمل معرفة، وأنه لا ينبغي كتم الأمور العامة ونحوها عنهم؛ لأن اللّه تعالى اعتبر بالملائكة $ مع علمه بالمصالح وحقائق الأمور، وقد صرح اللّه بهذا الحكم في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}⁣[آل عمران: ١٥٩].


(١) من تجويز عدم المصلحة. تمت مؤلف.