المسألة الرابعة [في أن المعاصي لا تجوز على الملائكة]
المسألة الرابعة [في أن المعاصي لا تجوز على الملائكة]
  ذهبت الحشوية إلى أن الكبائر تجوز على الملائكة، وخالفهم في ذلك العدلية جميعاً، وحكاه الرازي عن الجمهور، ولفظهُ: الجمهور الأعظم علماء الدين اتفقوا على عصمة كل الملائكة $ عن جميع الذنوب، ومن الحشوية من خالف في ذلك.
  احتج الجمهور بآيات منها قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا}[الزخرف: ١٩] قال سبحانه في الرد عليهم: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ٢٦ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ٢٧}[الأنبياء] وقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٥٠}[النحل] وهاتان الآيتان عامتان لأصناف الملائكة، ولجميع الأزمان، وفيهما دلالة على العصمة من الكبائر والصغائر، وقد نص على عصمتهم من الصغائر الإمام المهدي لعموم الدليل.
  ومن أدلة الجمهور قول علي # في وصف الملائكة #:
  (لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه، ولا يدعون أنهم يخلقون شيئاً معه مما انفرد به ...) إلى أن قال: (وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته ...) إلى أن قال: (ولم يختلفوا في ربهم باستحواذ الشيطان عليهم ولم يفرقهم سوء التقاطع، ولا تولاهم غل التحاسد، ولا تشعبتهم مصارف الريب، ولا اقتسمتهم أخياف الهمم، فهم أسراء إيمان لم يكفهم من ربقته زيغ ولا عدول ولا ونى