المسألة الثانية في أقوال الناس في حد العلم
  في المناظرة، وكون العقلاء يتخيلون الأشياء على خلاف حقيقتها، كالسراب ماءً، وحبة العنب في الماء ترى كالإجاصة، ونحو ذلك.
  والجواب: أن هذه الشبهة إنما تتأتى على القول بأن للأشياء حقائق يقع اللبس في بعضها، وأما على قولهم فلا تصح.
  قال القرشي: وعندنا أن ذلك اللبس لأمر يرفع إلى الأشعة ومجاورة أجزاء بعض المرئيات لبعض، ثم نقول لهم: هل تعلمون أن العنبة أصغر من الإجاصة، وأن السراب ليس بماء؟
  فإن قالوا: نعم بطل مذهبهم، وإن قالوا: لا تركوا شبهتهم.
  نعم، وحكى القرشي أن منهم فرقة تسمى الادرية؛ لأنهم يقولون في كل شيء: لا ندري، وهؤلاء يقال لهم: هل تعلمون أنكم لا تدرون؟ وأن قولكم لا ندري يطابق مذهبكم؟ وهل تعلمون الفصل بين لا ونعم؟
المسألة الثانية في أقوال الناس في حد العلم
  وقد اختلف في ذلك، فقال السيد حميدان والإمام يحيى، والرازي، والطوسي، والغزالي، والجويني: لا يحد، وهو قول البغدادية، ورواه السيد حميدان عن أئمتناه ثم اختلف هؤلاء في الوجه، فقال الرازي، وهو ظاهر ما في (شرح الغاية) عن الإمام يحيى والطوسي: إنما لم يحد لأنه ضروري جلي والحد إنما يؤتى به لتبيين المحدود وتوضيحه، وتوضيح الواضح محال، وهذا قول البغدادية،