مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2793 - الجزء 5

  فإنه اسم عام لأنواع مختلفة المعاني، وكل اسم كذلك فإنه لا يصح السؤال عن معناه حتى يبين السائل أيها يريد، فإن لم يبين كان سؤاله مغلطة وتعنتاً. فهذا يدل على أنه عنده من المشترك اللفظي؛ والمعلوم أن المشترك اللفظي لا يمكن جمع أفراده في حد واحد، لما مر من أن لكل فرد منها فصلاً يميزه عن غيره، ولا يصح أن يكون لها فصل واحد يميزها جميعاً عن غيرها.

  وقد ذكر في (المقاصد) وشرحه أنه لا نزاع في اشتراك لفظ العلم، وعن بعضهم أنه مشترك بين اليقين والظن.

  وقال بعض المحققين: إنه يطلق بالاشتراك في المشهور على ثلاثة معاني:

  أحدها: مطلق الإدراك الذي يعم التصور وهو ما يحصل بالمعرف، والتصديق وهو ما يحصل بالبرهان، إما مطلقاً أو مقيداً بكون⁣(⁣١) يقينياً.

  وثانيها: مطلق التصديق الذي يساوي اليقيني من الأحكام.

  وثالثها: التصديق اليقيني الذي هو عبارة عن المعنى المقتضي لسكون النفس إلى آخر الحد، والعلماء لم يحدوه إلا باعتبار المعنى الثالث، ولا شك أن حده باعتبار جميع معانيه متعذر، لاختلافها ف نفسها، واختلاف فصولها المميزة لكل واحد منها. والله أعلم.

  فهذا كلام القائلين بأنه لا يحد.


(١) هكذا في الأصل ولعلها (بكونه) واللّه أعلم.