مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2794 - الجزء 5

  وأما القائلون بأنه يحد فهم البصرية، ورواه في (الفصول) عن أئمتنا، والجمهور؛ لأنه نظري. وهؤلاء اختلفوا في حده اختلافاً شديداً.

  فقالت المعتزلة: هو المعنى الذي يقتضي سكون النفس، قال الإمام المهدي: إلى أن متعلقه على ما تناوله، وقال أبو علي وأبو هاشم: إلى أن متعلقه على ما هو به، وقيل: كما اعتقده، وربما قالوا: هو الاعتقاد المقتضي سكون النفس ... إلخ.

  وقال القرشي: هو الاعتقاد الذي يكون معتقده أو ما يجري مجراه على ما تناوله مع سكون النفس إليه، والمراد بسكون النفس هو التفرقة التي يجدها الإنسان بين أن يعتقد كون زيد في الدار بالمشاهدة أو خبر نبي، وبين أن يعتقد ذلك بخبر واحد من أفناء الناس.

  وقيل: هو اعتقاد جازم مطابق ثابت. ومعنى هذه الحدود متقارب، فالاعتقاد جنس شامل للظن والجهل والتقليد والتبخيت.

  وقوله: المقتضي سكون النفس فصل يخرج به الظن، والتقليد، والتبخيت، وهو اعتقاد الشيء خبطاً وهجوماً لا لأمر، وإنما خرج التقليد والتبخيت بهذا الفصل حيث يطابقان معتقدهما لأنهما وإن طابقا فإنه يجوز زوالهما لا لموجب، لعدم استنادهما إلى أمر من حس، أو بديهة، أو عادة أو برهان، وما هذا حاله فهو لا يقتضي سكون النفس.

  قال القرشي: فأما حيث لا يطابقانه فهما جهل.