تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  سمي علماً، وإلا فلا، والتصور هو العلم بصور الأشياء ومفرداتها، ومعنى ذلك أنه يحصل في ذهن الإنسان صورة مطابقة لما في الخارج، ولا شك أن العالم بصور الأشياء ومفرداتها جازم بها، وهذا هو معنى الاعتقاد، ويؤيده أن الاعتقاد اسم لما عقد عليه القلب من الجزم كما ذكره بعضهم(١)، أو مأخوذ من عقد الخيط على شيء على جهة التشبيه، فكأن المعتقد عقد قلبه على عقيدته وعلى هذا فلا وجه لقصر الاعتقاد على التصديق؛ لكنه يقال: هو مأخوذ من العقد وهو لغة الجمع بين أطراف الشيء، فسمي الاعتقاد اعتقادا لتعلقه بشيئين، وهما المنسوب والمنسوب عليه، وهذا هو معنى التصديق؛ لأنه هو العلم بالنسب الحاصلة بين المفردات والتصور لا نسبة فيه، فالأولى أن يقال: هذا الاعتراض لا يرد إلا على من جعل جنس الحد الاعتقاد، وأما من عدل عنه(٢) فلا.
  الوجه الثالث: استعمال المجاز في لفظ الاعتقاد والسكون، فإنهما مأخوذان على جهة التشبيه من عقد الخيط والسكون المقابل للحركة، واستعمال المجاز في الحدود معيب.
  وأجيب بأنه لا عيب إذا ظهر المراد باشتهار التجوز، أو ظهور القرينة، وهنا المعنى المجازي مشهور والإضافة إلى النفس قرينة مشعرة بالمراد.
  الوجه الرابع: ذكره السيد حميدان وهو أن هذا الحد غير صحيح، لما مر من أن اسم العلم عام لأنواع من العلم مختلفة المعاني؛
(١) أبو علي. تمت مؤلف.
(٢) نحو قولهم: هو المعنى المقتضى ... إلخ أو ما يقتضي سكون النفس. تمت مؤلف.