مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2799 - الجزء 5

  وقوله: تمييز يخرج إدراك البهائم، وقوله: مطابق يخرج الجهل المركب، وقوله: سواء توصل إليه بها أم لا، زيادة في توضيح المراد من شموله لعلم اللّه تعالى؛ لأنه لا يحتاج إلى التوصل إليه بشيء.

  ويرد عليه أنه ليس بمانع، لشموله الظن وغيره؛ لأن الإدراك قدر مشترك بين العلم والظن وغيرهما، وقد يكون الإدراك بمعنى الظن مطابقاً، فلو قال: إدراك تمييز جازم مطابق لكان أولى.

  وقال ولده الحسين #: الأولى أن يقال: هو إدراك يتجلى به المدرَك بفتح الراء للمدرِك بكسرها، فالإدراك جنس شامل للتصورات والتصديقات، والتجلي الانكشاف التام الذي لا اشتباه فيه، فيتناول الموجود والمعدوم ممكنة ومستحيلة والمفرد والمركب والكلي والجزئي، ويخرج بقيد التجلي ممكن الزوال من تصور أو تصديق، سواء كان مطابقاً أم لا، ويعني بممكن الزوال الظن والجهل المركب واعتقاد المقلد المصيب، ويرد عليه شموله إدراك الحواس الظاهرة كما مر.

  قال #: فإن أريد إخراجه قيل: إدراك يتجلى به المعنى المدرك للمدرك؛ لأن المراد بالمعنى ما يقابل المدرك بإحدى الحواس، ولا يضر كون الإدراك مجازاً عن العلم؛ لأنه مشهور، ولا يلزم تعريف الشيء بنفسه⁣(⁣١) لاشتهار الإدراك في المعنى الأعم الذي هو جنس للأخص المعرف، وتعريف الأخص بالأعم جائز؛ لجلائه.

  قال #: أو يقال: صفة يتجلى بها المذكور أي ما من شأنه أن يذكر لمن هو له وهو كالذي قبله في الإخراج والشمول.


(١) من حيث أنه عرف العلم بالإدراك والإدراك عبارة عنه. تمت مؤلف.