مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2800 - الجزء 5

  وقال أبو الحسين: هو ظهور أمر للحي يمتنع معه في نفسه تجويز خلافه، وهذا شامل لعلم الخالق والمخلوق، واعترض بأن الظهور يختص بالمعلوم، والعلم يختص بالعالم، وبأن الظهور هنا مجاز ولا قرينة، وبأنه لا يصح إطلاقه على اللّه تعالى، فلا يقال: ظهر اللّه كذا، وأيضاً إن أراد بامتناع التجويز استحالته فغير صحيح؛ لأن أحدنا قد يختار الجهل⁣(⁣١) ويجوز في نفسه خلاف المعلوم في المسائل الاستدلالية.

  وإن أراد بامتناعه أنا لا نفعله مع القدرة عليه فغير صحيح؛ لأن أحدنا كما يمتنع من هذا التجويز عند حصول هذا الظهور، وهو لم يعتبر سكون النفس حتى يتميز به الظهور الحقيقي من غيره.

  وقال أبو الحسن الأشعري: العلم ما يعلم به وربما قال: ما تصير الذات به عالماً، واعترض بأن العالم والمعلوم لا يعرفان إلا بالعلم، فتعريفه بهما دور.

  وأجاب بأن علم الإنسان بكونه عالماً بنفسه وألمه ولذته ضروري، والعلم بكونه عالماً بهذه الأشياء علم بأصل العلم⁣(⁣٢)؛ لأن الماهية المطلقة داخلة في الماهية المقيدة كعلمه بكون العلم علماً ضرورياً فلا دور، لا يقال: فقد صار العلم حينئذٍ ضرورياً فلا يحتاج إلى التعريف؛ لأن له أن يقول: الضروري إنما هو حصول العلم للعالم، ولا يفيد العلم بحقيقته، كما مر.


(١) بأن يورد على نفسه شبهة. تمت مؤلف.

(٢) أي بماهيته. تمت مؤلف.