تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  وأما قوله إنا لا نعرف كيف نتذكر فغير مسلم، فإن التذكر هو الطلب كما نص عليه في (المقاصد)، وبه قال الرازي؛ لأنه عبرعنه بمحاولة الذهن استرجاع الصورة الزائلة، وهذا هو معنى الطلب، والطلب أمر معلوم عندنا وعند الخصم، فعندنا أنه الإرادة، واختاره القرشي كما مر في السادسة من مسائل المقدمة، وعند الخصم أنه أمر. مغاير للإرادة والعلم والفكر كما مر هنالك، فعلى قولنا لا شك أنا نعرف كيف نريد وعند الخصم كذلك؛ لأنه أمر يجده الإنسان من نفسه عند الإرادة، والأمور الضرورية لا تحتاج في معرفتها إلى أمر خارج تعرف به لجلائها ولهذا قالوا: لا يحد الضروري، هذا وقد علم مما ذكرنا في حقيقة الذكر لغة واصطلاحاً أنه أمر مغاير للعلم، أما لغة فلأنه عبارة عن هيئة للنفس يتمكن بها من حفظ المعلوم، وعن حضور الشيء بالقلب أو القول كما مر وكل من الهيئة والحضور لا يسمى علماً.
  وأما على المعنى الاصطلاحي فلأن معنى الوجدان المذكور إنما هو حصول الصورة الزائلة في الذهن والحصول لا يسمى علماً، كما مر في مباحث العلم. والله أعلم.
  السابع: المعرفة. قال القرشي: وهي لغة مرادفة للعلم وهو ظاهر القاموس، وقال الراغب: المعرفة والعرفان إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم ويضاده الإنكار يقال: فلان يعرف اللّه ولا يقال: يعلم اللّه متعدياً إلى مفعول واحد لما كان معرفة البشر للّه هي بتدبر آثاره ودون إدراك ذاته، ويقال: اللّه يعلم كذا