تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  وأما المتكلمون فقال (النجري): أطلق كثير من أصحابنا أن العلم والمعرفة مترادفان، قالوا: ولهذا لا يصح أن يثبت بأحدهما وينفى بالآخر، ثم استشكله، لما مر من الفرق بينهما لغة.
  وعند (الحكماء) قال: وقال بعضهم: المعرفة علم ناقص، ومن ثَمَّ يقال: اللّه تعالى عالم ولا يقال له: عارف قال: ومنع بعضهم أن يطلق على اللّه عارف، وإنما يقال له عالم قال: لأن المعرفة هي العلم المسبوق بالجهل واللّه يتعالى عن ذلك.
  قيل: ومن ثَمَّ لم يرد لفظ عارف في أسماء اللّه الحسنى، ولا وصف بها نفسه في كتابه العزيز، مع كثرة ما وصف به نفسه بالعلم وما تصرف منه.
  قلت: وقد مر في قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}[البقرة] عن الموفق باللّه والقرشي جواز وصف اللّه تعالى بعارف.
  وبه قال السيد محمد بن عز الدين المفتي، وأجازه الفقيه حُمَيْدُ الشهيد وهو في (الكشاف) وغيره، بل قد روي عن علي # حيث يقول في بعض خطبه: (هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته، والباطن لها بعلمه ومعرفته). وقال #: (عارفاً بها قبل إبدائها، محيطاً بها قبل انتهائها)(١).
  وأجيب بأن إطلاقه # إنما كان للقرينة الصارفة عن المعنى
(١) لفظه في النهج: (عالماً بها - يعني الغرايز - قبل ابتدائها، محيطاً بحدودها وانتهائها، عارفاً بقرائنها وأحنائها). تمت مؤلف.