مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2819 - الجزء 5

  وأما المتكلمون فقال (النجري): أطلق كثير من أصحابنا أن العلم والمعرفة مترادفان، قالوا: ولهذا لا يصح أن يثبت بأحدهما وينفى بالآخر، ثم استشكله، لما مر من الفرق بينهما لغة.

  وعند (الحكماء) قال: وقال بعضهم: المعرفة علم ناقص، ومن ثَمَّ يقال: اللّه تعالى عالم ولا يقال له: عارف قال: ومنع بعضهم أن يطلق على اللّه عارف، وإنما يقال له عالم قال: لأن المعرفة هي العلم المسبوق بالجهل واللّه يتعالى عن ذلك.

  قيل: ومن ثَمَّ لم يرد لفظ عارف في أسماء اللّه الحسنى، ولا وصف بها نفسه في كتابه العزيز، مع كثرة ما وصف به نفسه بالعلم وما تصرف منه.

  قلت: وقد مر في قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}⁣[البقرة] عن الموفق باللّه والقرشي جواز وصف اللّه تعالى بعارف.

  وبه قال السيد محمد بن عز الدين المفتي، وأجازه الفقيه حُمَيْدُ الشهيد وهو في (الكشاف) وغيره، بل قد روي عن علي # حيث يقول في بعض خطبه: (هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته، والباطن لها بعلمه ومعرفته). وقال #: (عارفاً بها قبل إبدائها، محيطاً بها قبل انتهائها)⁣(⁣١).

  وأجيب بأن إطلاقه # إنما كان للقرينة الصارفة عن المعنى


(١) لفظه في النهج: (عالماً بها - يعني الغرايز - قبل ابتدائها، محيطاً بحدودها وانتهائها، عارفاً بقرائنها وأحنائها). تمت مؤلف.