تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  الذي وضعت له المعرفة وهو العلم المسبوق بجهل، والقرينة في كلامه # ذكر العلم والمحيط؛ إذ هو بمعنى عالم؛ وفيه نظر؛ إذ إتباع أحد اللفظين بالآخر لا يقتضي صرفه عما وضع له. واللّه أعلم.
  الثامن: الفهم قال في (المختار): فهم الشيء - بالكسر - فهماً وفهامة علمه، ونحوه في القاموس إلا أنه قال: علمه وعرفه بالقلب.
  وقال الراغب: الفهم هيئة للإنسان بها يتحقق معاني ما يحسن، وهذا يدل على أنه غير مرادف للعلم في اللغة.
  وأما كلام صاحب (المختار) فهو يفيد الترادف وهو قول القرشي. فإنه نص على ترادفهما لغة واحتج بما مر في المعرفة.
  وقال الغزالي: هو لغة بمعنى الفقه، وسيأتي معنى الفقه عنده.
  وقال الرازي: الفهم تصور الشيء من لفظ المخاطب، والإفهام إيصال المعنى باللفظ إلى فهم السامع. فقصره على نوع خاص من العلم، لكنه خالف أهل اللغة في معناه كما عرفت، فإن من قصره على نوع من العلم لم يقصره على العلم الحاصل من لفظ المخاطب، بل قصره على علم الإنسان. وهم القدوة في معاني الألفاظ اللغوية، وإن كان ما مر(١) من التعليل في منع وصف اللّه تعالى بفطن وفهم يشهد لصحة قوله. واللّه أعلم.
  التاسع: الفقه وقد اختلف في معناه لغة واصطلاحاً،
(١) في قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}. تمت مؤلف.