مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2821 - الجزء 5

  فقال القرشي: هو لغة مرادف للعلم لما مر⁣(⁣١) وفي القاموس: الفقه - بالكسر: العلم بالشيء والفهم له، وغلب على علم الدين لشرفه، وفي (المختار): الفقه: الفهم، ثم خص به علم الشريعة، والعالم به فقيه.

  وقال الراغب: هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد وهو أخص من العلم ثم قال: والفقه: العلم بأحكام الشريعة.

  وقال الإمام يحيى بن المحسن، والإمام المهدي، وأحمد بن محمد الرصاص ومن تبعهم: هو لغة فهم معنى الخطاب الذي فيه غموض، فلا يقال: فهمت⁣(⁣٢) معنى قولك: السماء فوقنا لما كان لا غموض فيه، ووافقهم الرازي إلا أنه لم يقيده بالغموض.

  وقال في (الفصول): هو لغة العلم أو الظن لأمر خفي ولو كان بغير خطاب في الأصح. قال السيد صلاح بن أحمد: هذا إشارة إلى ضعف تقييد الفهم بكونه عن الخطاب؛ لأنه يصح أن يقال: فقهت المسألة وإن لم يكن ثَمَّ متكلم ولا مخاطب، فإن احتج للتقييد بقوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}⁣[هود: ٩١] ونحوها.

  قلنا: هذا يدل على أن الفهم من الخطاب يسمى فقهاً، لا على أنه يسمى فقهاً إلا ما كان كذلك وقد قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}⁣[الأعراف: ١٧٩] وهذا لا يختص


(١) في المعرفة. تمت مؤلف.

(٢) هكذا في الأصل، ولعلها (فقهت) كما هو في معيار العقول ص ٢٠٨، واللّه أعلم.