تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  فقال القرشي: هو لغة مرادف للعلم لما مر(١) وفي القاموس: الفقه - بالكسر: العلم بالشيء والفهم له، وغلب على علم الدين لشرفه، وفي (المختار): الفقه: الفهم، ثم خص به علم الشريعة، والعالم به فقيه.
  وقال الراغب: هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد وهو أخص من العلم ثم قال: والفقه: العلم بأحكام الشريعة.
  وقال الإمام يحيى بن المحسن، والإمام المهدي، وأحمد بن محمد الرصاص ومن تبعهم: هو لغة فهم معنى الخطاب الذي فيه غموض، فلا يقال: فهمت(٢) معنى قولك: السماء فوقنا لما كان لا غموض فيه، ووافقهم الرازي إلا أنه لم يقيده بالغموض.
  وقال في (الفصول): هو لغة العلم أو الظن لأمر خفي ولو كان بغير خطاب في الأصح. قال السيد صلاح بن أحمد: هذا إشارة إلى ضعف تقييد الفهم بكونه عن الخطاب؛ لأنه يصح أن يقال: فقهت المسألة وإن لم يكن ثَمَّ متكلم ولا مخاطب، فإن احتج للتقييد بقوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}[هود: ٩١] ونحوها.
  قلنا: هذا يدل على أن الفهم من الخطاب يسمى فقهاً، لا على أنه يسمى فقهاً إلا ما كان كذلك وقد قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}[الأعراف: ١٧٩] وهذا لا يختص
(١) في المعرفة. تمت مؤلف.
(٢) هكذا في الأصل، ولعلها (فقهت) كما هو في معيار العقول ص ٢٠٨، واللّه أعلم.