تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  والقرائن كالأطفال والحيوانات، فإنها تعلم مراد تصويت الإنسان لها، وتصويت بعضها لبعض بقرينة حسية، ثم ينتهي ذلك إلى تجربة تامة تفيد الضرورة.
  احتج القائلون بأن القدر المحتاج إليه اصطلاحي بما مر عن البهشمية، وأما احتمال الباقي فلعدم الحاجة إليه.
  احتج أهل الوقف بما مر(١)، وهو مبني على أن المسألة قطعية، وفيه نظر؛ ولهذا قال ابن السبكي: المختار الوقف عن القطع بواحد منها؛ لأن أدلتها لا تفيد القطع، وأن التوقيف مظنون، لظهور دليله.
  قلت: ويؤيده أنه قد ورد عن جماعة من السلف منهم، ابن عباس أنه علمه اسم كل شيء حتى البعير، والبقرة، والشاة، والقصعة، ذكره في (الدر المنثور) وفيه: وأخرج وكيع، وابن عساكر، والديلمي، عن عطية بن بشر مرفوعاً في قوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١] قال: علم اللّه في تلك الأسماء ألف حرفة من الحرف وقال له: «قل لولدك وذريتك يا آدم إن لم تصبروا عن الدنيا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف ولا تطلبوها بالدين، فإن الدين لي وحدي خالصاً، ويل لمن طلب الدنيا بالدين، ويل له».
  وقال السيد محمد بن إسماعيل الأمير: ومن نظر في التفاسير المأثورة في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١] وضمها إلى ما ذكرناه لم يبق معه ريب أن اللّه واضع اللغات، وعلم الملائكة منها ما يحتاجونه
(١) من أن الجميع ممكن. تمت مؤلف.