مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}

صفحة 2962 - الجزء 5

  تسكنها، أو هبة تسكنها، أو صدقة تسكنها فهذه كلو قال: وهبتها منك تؤجرها أو تعيرها؛ إذ قوله: تسكنها بعد ذكر الهبة والعمري والرقبى والصدقة لغو.

  وقال الشعبي: إن قال: داري لك سكنى حتى تموت فهي له حياته وموته، وإن قال: داري هذه اسكنها حتى تموت فإنها ترجع إلى صاحبها إذا مات.

  وفي شرح القاضي زيد أن له أن يرجع سواء دفعها مطلقة أو مؤقتة بوقت معلوم، قال: وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والشافعي، قال: وحكي عنه أنه قال: إن أعار جداراً للبناء عليه فليس له أن يرجعه وحكى القاضي زيد أيضاً عن مالك أنه إذا ضرب أجلاً للعارية فليس له أن يرجع فيها قبله.

  وروي عن الهادي #: أنه قال في (المنتخب): فيمن دفع إلى غيره عرصة وشرط له أن لا يبرح فيها هو وعقبه لم يجز له أن يخرجهم منها. إلا لحدث يحدثونه في الإسلام، فإن أحدثوه وأراد الدافع إخراجهم غرموا لهم قيمة بنائهم. فهذا ما وقفنا عليه من الخلاف في المسألة.

  حجة أصحابنا ما مر من أن المفهوم من معنى السكني أنها لا تكون ملكًا.

  وروي عن ابن الأعرابي أنه قال: لم يختلف العرب في أن هذه الأشياء على ملك أربابها ومنافعها لمن جعلت له، وعد السكنى والمنحة.