تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}
  قلت: ومما يدل على اعتبار العزم ما روي عن علي # في حقيقة التوبة، حين قال رجل بحضرته: أستغفر الله، فقال #: «ثكلتك أمك ... أتدري ما الاستغفار؟ إن الاستغفار درجة العليين، وهي اسم واقع على ستة معان: أولها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً، والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم، حتى تلقى الله ø أملس ليس عليك تبعة، والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي قد نبت على السحت، فتذيبه بالأحزان، حتى يلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله». رواه في (النهج).
  فإن قيل: هذا معارض بقوله ÷: «الندم توبة».
  رواه الموفق بالله في (سلوة العارفين) عن ابن مسعود، وهو في الجامع الصغير منسوباً إلى أحمد والبخاري في التأريخ، وابن ماجة، والحاكم من حديث ابن مسعود، وإلى الحاكم والبيهقي من حديث أنس، قال العزيزي: وإسناده صحيح.
  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه،