تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}
  وفيه: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن رستة، قال: حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين(١) بن مقبل، قال: حدثنا أبو سفيان البروري ونعم الرجل كان قال: حدثنا عبد العزيز بن إبان قال: حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك البكري، عن أبيه، عن أبي الحوراء، عن ابن عباس، عن النبي ÷ قال: «الندم توبة».
  قوله: أبو سفيان البروري كذا في الأمالي، وفي (الجداول): أبو سفيان المروزي عن عبد العزيز بن إبان، والأخبار في هذا المعنى(٢) أكثر مما ذكرنا، ذكرها أئمتنا وغيرهم.
  وروى الموفق بالله # عن علي # أنه قال: «إني لأرجو أن تكون كفارة العبد من ذنبه ندامته عليه). ذكره في (سلوة العارفين).
  قيل: قد أجاب عنه الإمام المهدي، أنه إنما اقتصر فيه على الندم لأن الغالب ممن تاب العزم على أن لا يعاود؛ إذ لا يجوز من عاقل أن يندم على فعل لعلة اقتضت ندمه، ثم لا يعزم على أن لا يعاوده مع بقاء تلك العلة، وحاصله أنه إنما اقتصر على الندم لكون العزم لازماً له لا ينفك عنه، فاكتفى بالنص عليه عن ذكر العزم، وقال غيره: المراد أنه معظم أركانها، كخبر: «الحج عرفة».
  هذا، وأما من اعتبر العزم فاختلفوا في كونه جزءاً منها، أو شرطاً،
(١) كذا في الأمالي، والصواب: أبو الحسن بن مقبل. تمت مؤلف.
(٢) يعنى في كون الندم توبة. تمت مؤلف.