مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}

صفحة 3110 - الجزء 5

  هنالك بقطع الرجاء، فيكون من وافى القيامة بمعصية القتل غير تائب منها له مزيد الافتضاح وقطع الرجاء بالكلية.

  وأما حديث ابن عباس فيجوز حمله على المستحل، أو خرج مخرج الزجر والتنفير ذكر معنى هذا العزيزي، وعندي والله أعلم أنه يمكن حمله على الخصوص، وأن المراد به رجل مخصوص، قد علم الله نفاقه وكفره، لكن النبي ÷ أتى بهذه العبارة على عادته في الستر على أهل النفاق، ويدل على ذلك سببه كما في سنن الترمذي عن عقبة بن مالك، قال: بعث رسول الله ÷ سرية فأغارت على قوم، فشذ رجل من القوم، فأتبعه رجل من أهل السرية، فشاهره فقال الشاذ من القوم: إني مسلم، فضربه فقتله، فنما الحديث إلى رسول الله ÷، فقال فيه قولاً شديداً، فبينما رسول الله ÷ يخطب إذ قال القاتل: يا رسول الله، ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل، فأعرض عنه رسول الله ÷ وعمن قبله من الناس، ثم قال الثانية: يا رسول الله، ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل، فأعرض عنه رسول الله ÷ وعمن قبله من الناس، وأخذ في خطبته، ثم لم يصبر أن قال الثالثة: يا رسول الله، ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل، فأقبل عليه رسول الله ÷ تعرف المساءة في وجهه ثم قال: «إن الله أبي علي فيمن قتل مؤمناً قالها ثلاثا». ففي عدم ظهور الخوف والحزن على القاتل عند إغلاظ النبي ÷ مع إعراضه عنه، وعدم اكتراثه بمسألته