مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}

صفحة 3155 - الجزء 5

  على بريرة بشيء فذكرت ذلك عائشة لرسول الله ÷ فقال: «هو عليها صدقة ولنا هدية» فأصاب النبي ÷ منه، فجرت السنة من رسول الله ÷ أنه إذا تصدق على المسكين بصدقة وأهداها إلى غني أو دعاه إليها فأصاب منها كان ذلك حلالاً؛ وكان لبريرة زوج فخيرها رسول الله ÷ بعد العتق فجرت السنة بأن الأمة إذا عتقت ولها زوج خيرت، فإن اختارت نفسها كانت فرقة بغير طلاق، وإن اختارت زوجها بقيت معه بالنكاح الأول، وفيه أن رسول الله ÷ لم يجعل بيعها طلاقها، ولو كان جعل بيعها طلاقها لم يخيرها.

  وفي (صحيح مسلم): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سماك، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها اشترت بريرة من أناس من الأنصار واشترطوا الولاء، فقال رسول الله ÷: «الولاء لمن ولي النعمة» وخيرها رسول الله ÷ وكان زوجها عبداً، وأهدت لعائشة لحماً فقال رسول الله ÷: «لو لنا من هذا اللحم» قالت عائشة: تصدق به على بريرة، قال: «هو لها صدقة ولنا هدية». وأخرجه البيهقي بسنده إلى زائدة وهو زائدة بن قدامة الثقفي، وسماك هو: ابن حرب.

  وفي (صحيح البخاري) حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق، وأراد مواليها أن يشترطوا ولاءها، فذكرت عائشة للنبي ÷، فقال لها النبي ÷: «اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق».