مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3182 - الجزء 5

  (ح) وحدثناه قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ÷ فقالت:

  يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله ÷ فصعد النظر فيها وصوَّبه، ثم طأطأ رسول الله ÷ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: «فهل عندك من شيء؟» فقال: لا والله يا رسول الله. فقال: «اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً» فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئاً، فقال رسول الله ÷: «انظر ولو خاتماً من حديد» فذهب، ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري، قال سهل: ما له رداء فلها، نصفه فقال رسول الله ÷: «ما تصنع في بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء» فجلس الرجل، حتى إذا أطال مجلسه، قام فرآه رسول الله ÷ مولياً، فأمر به فدعي له، فلما جاء قال: «ماذا معك من القرآن؟». قال: معي سورة كذا وسورة كذا - عددها -، فقال: «تقرأهن عن ظهر قلبك؟»، قال: نعم، قال: «اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن».

  قال: مسلم هذا حديث ابن أبي حازم، وحديث يعقوب يقاربه في اللفظ، وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد،