مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3231 - الجزء 5

  عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سمرة⁣(⁣١)، عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «من قرأ القرآن فله مائتا دينار من بيت المال، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة».

  وفي (الجامع الصغير) عنه ÷: «حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار» أخرجه الديلمي في (مسند الفردوس) عن سليك الغطفاني.

  وقال ابن الجوزي: حديث موضوع.

  هذا، وأما قولهم: إن الآية واردة في بني إسرائيل فيؤخذ جوابها من الكلام على مفرداتها، وقد مر.

  وأما قولهم: يجوز أن يراد بها من قد تعين عليه ذلك ... إلخ فلا دليل على ذلك التفصيل؛ واستشهادهم بفعل الصحابة مع أبي بكر فإنما يصح للاحتجاج به على جواز الأخذ من بيت المال، وليس بمحل النزاع، وقد مر الكلام عليه.

  وأما قولهم بضعف الأحاديث المفيدة للمنع فلا نسلم، وكيف يقال بضعف ما رواه أهل بيت التطهير، وقرناء التنزيل مع أن من أنصف علم أن مجموع ما ذكرناه من رواية الأئمة والمحدثين على كثرته تفيد المطلوب من التحريم، على أنا قد أوضحنا الكلام على مما رجال بعض تلك الأحاديث، فوجدنا من وثقهم ومن ضعفهم، وكذلك وجدنا في رجال حديث البخاري من وثقهم ومن ضعفهم،


(١) صوابه ابن سبرة بموحدة ساكنة، كالعامري الهلالي. تمت. مؤلف.