تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  ومن كلام علي # في وصفه: (فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره) رواه في (النهج) وكونه العلم الحقيقي، والأصل الذي يؤخذ منه كل علم نافع أمر معلوم، لا يشك فيه إلا جاهل ظلوم؛ وإذا كان كذلك وجب أن يكون حكم سائر العلوم الدينية حكمه في تحريم أخذ الأجرة على تعليمه؛ ولأن تبليغ العلم واجب. فمن أخذ عليه شيئاً فهو من الآكلين لأموال الغير بالباطل، ولأن الإخلاص شرط، ومن أخذ الأجرة غير مخلص؛ وكون تبليغ العلوم الشرعية واجب فهو معلوم، وسيأتي الاستدلال على وجوب تبليغه وتحريم كتمانه إن شاء الله(١).
  ومن الأدلة على تحريم الأجرة على تعليم العلم: ما رواه أبو طالب في أماليه. قال: أخبرنا أبي | -، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن أحمد بن أبان ابن أبي عياش، عن سليمان بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # يحدث عن رسول الله ÷ قال: «منهومان لا يشبعان منهوم دنيا، ومنهوم علم، ومن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم، ومن تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب ويرجع، ومن أخذ العلم عن أهله وحملته نجا، ومن أراد به الدنيا فهي حظه منها والعلماء رجلان آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم
(١) في قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ} ونحوها. تمت. مؤلف.