مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3249 - الجزء 5

  وروى الغزالي في (الإحياء) عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علماً فبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشتر به ثمناً، فذلك تصلي عليه طير السماء، وحيتان الماء، ودواب الأرض، والكرام الكاتبون، يقدم على الله ø يوم القيامة سيداً شريفاً حتى يرافق المرسلين؛ ورجل آتاه الله علماً في الدنيا، فضن به على عباد الله وأخذ عليه طمعاً، واشترى به ثمناً فذلك يأتي يوم القيامة ملجماً بلجام من نار، ينادي مناد على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في الدينا. فضن به على عباده، وأخذ به طمعاً، واشترى به ثمناً فيعذب حتى: يفرغ من حساب الناس» نسبه الغزالي في (التخريج) إلى الطبراني في (الأوسط)، وقال: بإسناد ضعيف. قوله: «فضن به»: أي بخل به.

  وفي كتاب (جامع بيان العلم) لأبي عمر بن عبد البر، حدثنا أحمد بن محمد بن هشام، قال حدثنا علي بن عمر بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله أبو أحمد⁣(⁣١)، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي، قال: حدثني أخي، عن أبيه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ÷: «أنزل الله في بعض الكتب أو أو حى إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش، وقلوبهم كقلوب الذئاب،


(١) هو العسكري شيخ الموفق بالله، ولعله سقط في السلوة عن الناسخ؛ لأن الموفق يروي عنه عن عبد الله بن أحمد. تمت. مؤلف.