مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3251 - الجزء 5

  ومن كلام علي # لكميل بن زياد: (إن هاهنا علماً جماً - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة، بل أصيب لَقِناً غير مأمون عليه مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهراً بنعم الله على عباده، وبحججه على أوليائه) ... إلى أن قال: (أو منهوماً باللذة، سلس القياد للشهوة، أو مغرماً بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شيء) رواه في (النهج) و (سلوة العارفين) وهو حديث مشهور مبسوط، رواه جماعة أئمتنا وغيرهم، حتى قال ابن عبد البر ما معناه: إنه استغنى بشهرته عن ذكر إسناده، واللقن: الحاذق.

  وعن سفيان بن عيينة قال: (بلغنا عن ابن عباس أنه قال: لو أن حملة العلم أخذوه بحقه وما ينبغي لأحبهم الله وملائكته والصالحون، وَلَها بَهِمُ الناس، ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم الله وهانوا على الناس). رواه ابن عبد البر في كتاب (العلم).

  وفي (أمالي المرشد بالله): أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني البطحاني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن النحاس قراءة عليه، قال: أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال أخبرنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر عن عبد الله بن مسعود قال: كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير تتخذونها سنة، إن غيرت قيل: غيرت السنة؟

  قيل: ومتى ذاك يا أبا عبد الرحمن؟