مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3252 - الجزء 5

  قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت شعراؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين. ورواه ابن عبد البر في كتاب (العلم) بسند آخر.

  قال: حدثنا سعيد بن مضر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا موسى بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله بن مسعود. فذكره مع اختلاف في بعض ألفاظه.

  وروى ابن عبد البر بإسناده إلى محمد بن يحيى بن حبان، قال: حدثني رجل من أهل (العراق) أنهم مروا على أبي ذره فسألوه يحدثهم، فقال لهم: تعلمن أن هذه الأحاديث التي يبتغى بها وجه الله لا يتعلمها أحد يريد بها عرض الدنيا - أو قال لا يريد بها إلا عرض الدنيا - فيجد عرف الجنة أبداً.

  قال عبد الله بن المبارك: عرفها: ريحها. وروى بإسناده إلى أبي العالية قال: مكتوب عندهم في الكتاب الأول: ابن آدم علم مجاناً كما علمت مجاناً. قال أبو عمر: معناه عندهم: كما لم تغرم ثمناً فلا تأخذ ثمناً، والمجان عندهم الذي لا يأخذ بعلمه ثمناً.

  فهذه الأدلة وما أشرنا إليه مما مر في المسألة التي قبلها تدل على أنه لا يحل أخذ الأجرة على تعليم الأجرة⁣(⁣١)؛ لأنها قد تضمنت


(١) هكذا في الأصل، ولعلها «على تعليم العلم» انتهى.