تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  قال الترمذي: حديث غريب. ولا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي أسامة، عن داود الأودي.
  قال: وفي الباب عن عدي بن عميرة، وعبيدة، والمستورد بن شداد، وأبي حميد، وابن عمرو. وقال بعض أصحابنا: هذا(١) حيث عُرِف من المهدي التقرب إلى الله تعالى؛ لأنهم كانوا يتبركون برسول الله ÷ فعرف معاذ ذلك من قصدهم. وقيل: إن حديث معاذ لم يصح، ولو لكان خاصاً به: لما علم فيه من فضله ونزاهته وورعه ما لا يشاركه فيه غيره، وكذلك يقال في الاستدلال بما مر من قبوله ÷ الهدايا؛ لأن ذلك من خصائصه ÷، لأنه كان لا يقبل إلا ممن علم أنه طيب النفس، ومع ذلك إنه كان يكافئ عليه على أنه معصوم عن الميل والجور الذي يخاف على غيره بسبب الهدية.
  قلت: دعوى الخصوصية تحتاج إلى دليل، والتعليل الذي ذكروه ينفي الاختصاص؛ إذ لا مانع من أن يعلم المهدى إليه من نفسه أنه لا يحصل منه بسبب الهدية ميل ولا جور مع ما يقتضيه الظاهر الذي لم نكلف إلا به، من أن المعطي لم يقع منه المعطى لأجل الولاية، وفي أئمة العترة $ من يعلم من حال المعطين لهم أنهم لم يقصدوا إلا التبرك لظهور فضله، وانتشار عدله، وقصر جواز الإذن على معاذ لما ذكر من نزاهته وورعه من تحجر الواسع، فإن في أئمة أهل البيت وعلمائهم وأتباعهم من هو أو رع وأنزه من معاذ ¥.
(١) يعني جواز القبول مع الأذن. تمت. مؤلف.