مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3292 - الجزء 5

  وروى الهادي إلى الحق # يرفعه إلى النبي ÷ أنه قال: «قال جبريل #: يا محمد من أو لاك يداً فكافئه».

  وفي شرح الجامع الصغير مرفوعا: «إنا نقبل الهدية ونكافئ عليها».

  وفي أمالي أحمد بن عيسى: ثنا محمد، ثنا محمد بن إسماعيل، عن وكيع، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «الرجل أحق بهبته مالم يثب عليها» وأخرجه ابن ماجة قال العزيزي: وإسناده ضعيف.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى: حدثنا محمد، قال: ثنا أبو الطاهر، قال: ثني أبي عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: (من وهب هبة يريد بها وجه الله والدار الآخرة أو صلة رحم فلا رجعة له فيها، ومن وهب هبة يريد بها عوضاً كان له ذلك العوض ما كان قائماً بعينه، فإن استهلكها كان له قيمته).

  وفي الشفاء عن علي #: (الواهب أحق بهبته ما لم يثب فيها، إلا في ذي رحم محرم). وهذا يدل على أن الهبة تقتضي المكافأة.

  وأجيب بأن غاية ما تدل عليه تلك الأحاديث هو أنه عوض المهدي وكافأه ونحن نقول به، لكن الكلام في الوجوب، وليس ثمة ما يدل عليه.

  فإن قيل: بل يدل عليه قوله ÷: «من أو لاك يداً فكافئه».

  قيل: الأمر فيه للندب لعدم مكافأته ÷ لكل من أهدى إليه،