مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [الصلاة والزكاة]

صفحة 3405 - الجزء 6

  أو كليهما، وليس من أسماء الأفعال كالصلاة، والصيام، والمصلي، والمزكي، والظاهر أن الواقع هو القسم الثاني، وهو ما لم يعرف أهل اللغة معناه ذكره في القسطاس. والقول بوقوع الدينية هو الذي ذهب إليه أكثر الزيدية والمعتزلة، وبعض الفقهاء، والجماهير من السلف.

  قال البخاري: كتبت عن ألف نفس ليس فيهم إلا صاحب حديث وقال: لم أكتب إلا عمن قال: الإيمان قول وعمل. والخلاف في ذلك مروي عن جمهور الأشعرية عنهم الشيرازي، والجويني وابن الحاجب.

  واعلم أن احتجاج كل من الفريقين قد تقدم في ذكر الإيمان والكفر والفسق في سياق قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}⁣[البقرة: ٣] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ}⁣[البقرة: ٦] وقوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦}⁣[البقرة] فلا حاجة إلى إعادته.

  تنبيه: في كلام الإمام المهدي ما يدل على أنه لابد أن يكون بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي مناسبة، وهو كذلك إذا كان المعنى الشرعي منقولًا عن المعنى اللغوي؛ لثلا يكون كخطاب العربي بالزنجية، لكن لا يشترط في الأسماء الشرعية أن تكون منقولة عن معنى لغوي، بل يجوز أن تكون مرتجلة، وإنمالم يتعرض كثير من العلماء لذكر الخلاف فيها، إما لما قيل من أن الخلاف إنما يذكر في المنقولة، وإما لما من عن الإمام الحسن من أن الواقع إنما هو مالم يعرف أهل اللغة معناه، وقد نص الإمام القاسم بن محمد على أنه