تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  قال: فقد اتفقت كلماتهم جميعًا إلى أن فيه ضعفًا، وأنه ليس بحجة، وحديثه عند مسلم في الشواهد. وقال في الجدوال: وثقه أحمد، توفي سنة سبع وستين ومائة.
  احتج به مسلم والأربعة، وروى له الناصر ثم قال ابن حزم: والثاني رويناه من طريق هشام ابن سعد.
  قلت: بالسند المتقدم، وقد عرفت كلام الناس فيه، وقال ابن حزم: ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، ولم يستجز الرواية يحيى بن سعيد القطان، وقال بعضهم: هشام ضعفه من قبل حفظه أيضًا، وقد عد هذا الحديث من مناكيره، وحكى ابن حجر عن الحليلي أن الحفاظ أنكروا عليه هذا الحديث، وقالوا: إنما رواه الزهري عن حميد، قال: ورواه وكيع عن هشام، عن الزهري، عن أبي هريرة منقطعًا.
  قال أبو زرعة الرازي: أراد وكيع الستر على هشام بإسقاط أبي سلمة.
  قال بعضهم: ومثل هذا الذي اختلط فيه الأمر على الراوي لا يكون حجة يقال(١) والثالث رويناه من طريق عبد الجبار بن عمر، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وعبد الجبار ضعفه البخاري، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو داود السجستاني: منكر الحديث.
(١) يعني بن حزم، وكذلك ما بعده. تمت. مؤلف.