مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}

صفحة 3454 - الجزء 6

  عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر أنه أتي بشيخ شرب الخمر في رمضان فقال: للمنخرين ولداننا صيام، ثم ضربه وسيره إلى الشام.

  وأخرج البخاري تعليقًا عن عمر أنه قال لنشوان أي سكران في رمضان: ويلك وصبياننا صيام فضربه.

  قال القسطلاني: وصله سعيد بن منصور والبغوي في الجعديات. والحجة منه أن عمر لم يأمره بالقضاء ولو كان يلزمه لما سكت عنه، كيف وقد تكلم في الإنكار عليه بما لا مزيد عليه، وعاقبه بالنفي إلى الشام، ولو كان يلزمه شيء غير ذلك لبينه.

  وأخرج الترمذي من طريق المغيرة بن عبد الله اليشكري، قال: حدثت أن عبد الله بن مسعود قال: من أفطر يومًا من رمضان من غير علة لم يجزه صيام الدهر حتى يلقى الله، فإن شاء غفر له وإن شاء عذبه.

  وذكره ابن حزم بلفظ: من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة لم يجزه صيام الدهر وإن صامه. وقال ابن حزم: وبأصح طريق عن علي بن الحسين عن أبي هريرة أن رجلًا أفطر في رمضان فقال أبو هريرة: لا يقبل منه صوم سنة.

  ومن طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: من أفطر يومًا من أيام رمضان لم يقضه يوم من أيام الدنيا.

  وهذه الآثار تقوي حديث أبي هريرة، وتوضح دلالته، وتزيدها بيانًا،