تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  إلى الصلاة، ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى قبلها: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧}[الحجر].
  الدليل الرابع: قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ٤٣}[القلم]، ووجه الاستدلال بها أنه عاقبهم يوم القيامة بأن حال بينهم وبين السجود بسلب الاستطاعة لتركهم السجود في الدنيا وقد كانوا يدعون إليه فلا يجيبون، والمراد من إجابة الداعي هي إتيان المساجد لحضور الجماعات كما أخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير في قوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ}[القلم: ٤٣] قال: الصلوات في الجماعات.
  وأخرج البيهقي عن ابن عباس في الآية قال: الرجل يسمع الآذان فلا يجيب الصلاة.
  وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار قال: والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود، والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات. حيث ينادى بهن {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم: ٤٢] إلى قوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ٤٣}[القلم] الصلوات إذا نودي بها. وقد فسر النبي ÷ الإجابة بإجابة النداء إلى الصلاة، والنداء هو الدعاء إليها، فيكون ما جاء عن النبي ÷ في ذلك مؤيدًا لدلالة الآية، وسنذكره فيما بعد.