تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  والجواب: أن الآية نزلت في الكفار فإنهم كانوا يدعون إلى السجود أي الصلاة في حال سلامتهم فيمتنعون منها.
  قال الخازن: {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢} السجود يعني الكفار والمنافقين تصير أصلابهم كصياصي البقر، أو كصفحة نحاس فلا يستطيعون السجود، ثم قال: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ}[القلم: ٤٣] يعني في دار الدنيا كانوا يدعون إلى الصلاة المكتوبة بالأذان والإقامة، وقوله {وَهُمْ سَالِمُونَ ٤٣} يدعون إلى الصلاة وهم أصحاء فلا يأتونها.
  وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس بقوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ٤٣}[القلم] قال: الكفار يدعون في الدنيا وهم آمنون، فاليوم يدعون وهم خائفون.
  وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢}[القلم] قال: ذلكم يوم القيامة، ذكر لنا أن نبي الله ÷ كان يقول: «يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود، فيسجد المؤمنون وبين كل مؤمنين منافق، فيتعسر ظهر المنافق عن السجود». وقوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ٤٣}[القلم] قال: في الصلوات.
  وأخرج عبد بن حميد عن الحسن، قال: قال رسول الله ÷: «يجمع الله الخلائق يوم القيامة، ثم ينادي مناد: من كان يعبد شيئًا فليتبعه» إلى أن قال: «وبقي المسلمون، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله» إلى أن قال: «فعند ذلك يؤذن لهم في السجود، بين كل مؤمنين منافق،